يوسف رجّي… الوزير الذي كسر جدار الصمت في وزارة الخارجية
Home › Blog › يوسف رجّي… الوزير الذي كسر جدار الصمت في وزارة الخارجية
يوسف رجّي… الوزير الذي كسر جدار الصمت في وزارة الخارجية
April 27, 2025Share on
! يوسف رجّي… الوزير الذي كسر جدار الصمت في وزارة الخارجية
في بلدٍ اعتاد مواطنوه على مشهد الفوضى والمحسوبيات داخل الإدارات العامة، حيث يقف المواطن لساعات طويلة لإنجاز معاملة بسيطة، جاء وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي ليكسر هذه القاعدة المهترئة.
لم يرسل لجان تحقيق، لم يكتفِ بتصريحات دبلوماسية، بل دخل بنفسه إلى دائرة المصادقات في سوفيل الأشرفية، وواجه الموظفين المتخاذلين بلهجة حادة لم يعتدها اللبنانيون من مسؤول رسمي.
“تشتغلوا غصب عنكم!”… رسالة وزير لا يخشى المواجهة
المشهد كان استثنائيًا. وزير الخارجية يقف بين المواطنين، يستمع إلى شكاويهم، ثم يلتفت نحو الموظفين ليوبّخهم علنًا قائلًا: “تشتغلوا غصب عنكم!”. عبارة صادمة، لكنها تعكس إحباط اللبنانيين من فساد إدارات الدولة وترهّلها.
رجّي لم يكتفِ بالتوبيخ، بل أطلق تحذيرًا شديد اللهجة: “لن أسمح بتدخلات سياسية لحماية أي موظف يرتكب خطأ… أنا تيس وما بردّ عحدا!”. في بلدٍ حيث الحمايات السياسية تحمي الفاسدين، فإن هذا التصريح بحد ذاته يُعدّ تحديًا للمنظومة بأكملها.
هل يكون رجّي استثناءً في بلدٍ يبتلع الإصلاحيين؟
لطالما شهدنا وزراء يرفعون الصوت ثم يخفت ضجيجهم أمام ضغط المصالح السياسية. السؤال اليوم: هل يستطيع رجّي فرض نهج جديد داخل الوزارة، أم أن النظام الفاسد سيلتفّ عليه كما فعل مع غيره؟
لبنان بحاجة إلى مسؤولين يواجهون الفساد بهذه الجرأة، لكن التجربة أثبتت أن أي محاولة للإصلاح تواجه بحروب من الداخل قبل الخارج. فهل يستطيع رجّي الصمود، أم أن كبسته الجريئة اليوم ستكون مجرد فورة غضب سرعان ما تتلاشى؟
الأيام القادمة ستكشف الحقيقة، لكن ما هو مؤكد أن اللبنانيين، وخاصةً جيل الشباب، يريدون رؤية المزيد من هذه المواجهات داخل كل الوزارات، لا مجرد مشاهد عابرة سرعان ما يطويها النسيان.