شارعان لا ذنب لهما تداخلا في الساعات الماضية، مع مقتل شابين في الهري بعدما اصطدما بشاحنة كان هدفها إقفال الطريق احتجاجا على الأسعار والأزمة الاقتصادية.
الشارع الأول هو المتظاهرون الغاضبون الذين يعيشون تحت رحمة الأزمة، والشارع الثاني هو المواطن الذي يمر بطريقة طبيعية على الطريق، فاصطاده الموت.
في الحقيقة، الطرفان مشابهان، فهما المواطن الذي ينتظر الفرج، والمواطن الذي يواصل عمله بحثا عن لقمة عيشه. أما المذنب في ما حصل، فهو الجالس على كرسي السلطة، ويتسبب بكل هذه المآسي للمواطن، ولا يبالي بما وصل إليه الناس. إن المواطن يعيش المأساة، وهم لا يبالون!