main-banner

إرهابيون لماذا؟

عندما نشاهد شبانا أو فتيانا في مقتبل العمر، وقد غسلت  أدمغتهم ودخلوا في دوامة العنف والقتال تحت مسمّيات مختلفة ساعة جهادية وساعة مقاوماتية، لا بدّ أن يساورنا القلق كيف أن هؤلاء ألغوا عقولهم تماما وتحوّلوا أدوات طيّعة في أيدي مشغليهم أو مستغليهم.

كيف يتم غسل كل تلك الأدمغة التي يتمتع بعضها بدرجة لا بأس بها من التعليم، وتحت أي وعود وأكاذيب ضُللوا؟

الأمر المؤكد هو أن ما نشاهده لدى هؤلاء الشبان الذين غرر بهم يستدعي التوقف ملياً ودراسة حالاتهم والأساليب التي تم خداعهم بها، ومن الذي أثر فيهم؟ وما هي نقطة الضعف التي تم النفاذ عبرها الى عقولهم؟

إننا بمثل هذه التساؤلات نكون قد سلكنا الخطوة الأولى نحو معالجة هذا النزف القاتل للممنطق، لأن العقل البشري السوي يأبى الانحراف نحو العنف والقتل والإجرام مهما كانت الشعارات التي تمارَس الأعمال الشنيعة في ظلها.

لا شكّ أن كل التنظيمات القائمة على هذه الأسس يمكن محاربتها لكن المطلوب أولا فهم أسسها وعناصر الجذب فيها لكي يتم الإمساك بطرف الخيط الذي يوصل الى الحل.

وكما يقال فإن أنجح أمصال الأدوية هي تلك التي يتم استخراجها من سم الأفاعي، ففي بعض الأحيان تحتاج إلى معرفة تركيبة السم القاتل حتى تتمكن من اكتشاف مصل يعالجه ويقاومه، ونحن هنا نحتاج إلى دراسة علمية عميقة لمثل هذه الحركات، لأن هذه الدراسة هي التي ستساعدنا على مكافحة مثيلاتها في المستقبل، لو قدر وكانت هناك محاولات لإيجاد تنظيمات مماثلة. ببساطة حربنا مع التنظيمات الإرهابية التي تلبس وجوها مختلفة، ليست آنية أو لها وقت انتهاء، بل إنها مستمرة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |