يبقى الاستقلال رهن شعبٍ شبع من الكرامات المزيفة

فليكن يوم عيد استقلالك يا وطن الأرزِ مباركٌ عليك ولعلّها سنة خيرٍ ويمنٍ وبركة باستقلالٍ من نوعٍ آخر، استقلالٌ عن الذّات، عن طبقةِ طغاةٍ تحكّمت بك منذ الأزل  فبذّرت شوكاً في أفئدة العائلات اللبنانية، عن طبقةِ طغاةٍ عشقت الظلام وسخرت من جوع الشعب وفقره المدقع  فقطعت أعناق زهور رؤى الشباب وحوّلت الوطن إلى مقبرة أحلام، عن طبقةٍ ضللتها صحوة الفضاء وضوء الصباح كأيام الربيع وتجاهلت أن في وسع الأفقِ جسيمُ عتمةٍ ورعودٍ ورياح، وعلى الأرجح أغفلت أن تحت رماد نار اللبنانيين لهيبٌ ومن يزرع شوكاً يحصد القروح ومن روى اليابسة بمهجة الشهداء واسكر التراب بدموع الأمهات سيجرفه طوفان الدّماء وينهش عظامه عصف الحساب في دولة القانون الآتية، فالأمل بأن يتحقق ذاك الاستقلال يبقى رهن حنكة الشعب الذي طاق الى الحرية وشبع من الكرامات المزيّفة ويمضي قدمًا لإعادة لبنان من بين أيادي الخاطفين ليعود لمجده بلد الحلم وكي يعود شباب المهجر الى ربوع الوطن حتى يكون الاستقلالُ استقلالاً، لبنان الأسير يعوّل عليكم... احتكموا فما الغريق بحاجة الّا لخشبة وما التغيير بحاجة الّا للحكمة...