main-banner

إمتحان الكتابة

ما زال للكلمة المكتوبة فاعليتها رغم تطفّل بعض الكتّاب على المهنة.

المشكلة ليس في أن الناس فقدوا قابليتهم على قراءة المقالات أو كل ما هو مكتوب، المشكلة في مَن يكتب… ماذا يكتب… وكيف يكتب؟

فهناك كتابة “بايتة”، في اليوم التالي لا تستطيع أن تهضمها لأنها غير صالحة للاستهلاك، وهناك كتابة تدفعك اليها دفعاً وتجذبك جذباً وتفعل فعلها وتُعلّم فيك.

هناك كتابة تفتح لك النافذة لترى ما يحدث، وكتابة تأخذك من يدك الى الشرفة لترى ما يحدث بشكل افضل. وهناك كتابة تصعد بك الى السطح وتمنحك الرؤية بشكل أوضح وأوضح.

هناك كتابة وكأنها تعيش في القبو لا تمنحك سوى الرطوبة والظلام.

وهناك كتابة تجعل طقسك أجمل وتعطّر فضاءك وتفتح رئتيك، وهناك كتابة تصيبك بالرّبو لكمية الغبار المنبعث منها.

هناك كتابة مصابة بقصر النظر وكتابة مصيبة بطول النظر.

هناك كتابة نظرتها ثاقبة وكتابة نظرتها مثقوبة.

هناك كتابة تحدّثك عن المطبّات التي تعترضك وما تسبّبه لك، وهناك كتابة توضح لك مَن وضع هذه المطبّات وكيف تحمي نفسك منها ، وهناك كتابة تفسّر لك كيف أنت هو المطبّ.

عندما أنجح أنا في امتحان الكتابة، فستنجح أنت حتماً في امتحان القراءة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |