main-banner

المرأة والبلديات.. معركة إثبات وجود ترشحاً وتصويتاً

مشاركة المرأة في الحياة السياسية والشأن العام وصنع القرار الوطني على مختلف الصعد لم يعد طموحاً في لبنان بل أصبح مساراً يتنامى وتتعزز خطواته تباعاً. ومع ذلك لا يزال لبنان بين الدول التي لم تحقق تقدماً يذكر من هذا القبيل فهو في المرتبة 132 من أصل 140 دولة على صعيد عدد النساء في البرلمانات.

1346 سيدة ترشحن لخوض الإنتخابات البلدية والإختيارية عام 2010 وقد فاز منهن حوالى 40% أي ما يمثل 4.8% من مجمل الأعضاء الذين فازوا في هذه الإنتخابات. وتتركز جهود مكتب بيروت في “المعهد الديمقراطي الوطني” (NDI) على تعزيز الديمقراطية والعمل مع مختلف فئات المجتمع بينها النساء لتشجيعهن على خوض العمل السياسي. وتشير مديرة البرامج في مكتب بيروت فيكي زوين إلى أن دراسة ميدانية مع “الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الإنتخابات” شملت 2400 لبناني وقد أظهرت في إحدى نتائجها استعداد 85% من المستطلعين للتصويت لسيدات يترشحن للمجالس البلدية والإختيارية واستعداد 73% من المستطلعين ليصوتوا لسيدة تترشح لرئاسة المجلس البلدي.

وتقول زوين لـ “لبنان 24” إن “نشاطاتنا وأعمالنا تركز أساساً على تشجيع السيدات على الترشح للإنتخابات والأحزاب على إفساح المجال أمام النساء في صفوفها على تبؤ مناصب تسهم في صنع القرارات الحزبية. وقد رأينا تقدماً ملموساً في هذه المجال”. وتتابع زوين: “يقوم اليوم المعهد بالتعاون مع جمعية “لبنانيون” بحلقات نقاش في مختلف المناطق مع ممثلات من قبل الأحزاب وكانت هذه الجمعية قد عملت على التوقيع على وثيقة مع الأحزاب اللبنانية لتشجيع وصول المرأة إلى مراكز القرار الحزبية”.

إشارة إلى أن مشاركة الجنس اللطيف في المناصب والقرارات يظهر أكثر في القطاع الخاص ثم في الأحزاب ثم في البلديات ويأتي البرلمان آخر حبة في العنقود. ومنذ عام 2012 يعمل مكتب المعهد في بيروت مع تجمع “نساء في البرلمان” الذي يضم أكثر من 150 جمعية على تعزيز دور المرأة والمطالبة بتشريع حقوقها في القوانين والمراسيم الإجرائية، في كل الميادين. ومن النشاطات التي قام بها هذا التجمع هو التعريف بمبدأ الكوتا كإجراء مؤقت واقتراح آليات تضمن وصول المراة إلى البرلمان.

وتلفت زوين الى أن “أعضاء هذا التجمع جالوا على المسؤولين والسياسيين ورؤساء الأحزاب وراحوا يسمعون رأياً واحداً مفاده أن الظروف غير مؤاتية لطرح هذه العناوين فهناك قضايا أهم في البلد ومن حوله. ثم راحت الطبقة السياسية والحاكمة تقول شيئاً آخر محوره أن النساء لا يصوتن لبعضهن البعض وما عليهن إلا الإتحاد ثم ليطالبن الآخرين بما يردن”، وهنا تؤكد زوين أن “النساء اتحدن في لبنان وكرت سبحة التغيير ونمت كرة الثلج وحتى إن العديد من الأحزاب السياسية أبدى موافقته على مبدأ الكوتا”.

وفي الآونة الأخيرة تضيف زوين “تركز العمل على الإستحقاق البلدي والمشاركة فيه بدءاً من تشجيع من لم ينتخب بعد على الإقبال على الإنتخاب من دون تردد، لأنه إذا لم يقدم هذا الشخص على المشاركة هذه المرة فهو قد لا يقوم بذلك مستقبلاً”. وتركز العمل على النشاط البلدي ضمن مشروع “لبنانيات في البلديات” الذي اطلق منذ أكثر من شهرين والذي ستشمل نشاطاته الأراضي اللبنانية كافة.

وقد أطلق هذا المشروع كل من مكتب المنسق الخاص في الأمم المتحدة UNSCOL وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم الإنتخابات في لبنان UNDP LEAP ونساء رائدات والمعهد الديمقراطي الوطني. وينظم هذا المشروع سلسلة حلقات يشارك في كل منها ما لا يقل عن 50 سيدة ينقسمن بين من يرغبن بالترشح للإنتخابات البلدية وبين من خضن التجربة البلدية عامي 2004 و2010 ويشرحن لباقي المشاركات بنقاش مفتوح ما هي طبيعة العمل البلدي والإختياري وكيف يجب أن يخاض لا بل من الضرورة بمكان خوضه. وتوضح زوين أن المشاركات يحصلن على المعلومات الكافية عما يجب إعداده لخوض الإنتخابات البلدية إلى جانب إطلاعهن على سبل اقناع أصحاب اللوائح بأهمية انخراطهن فيها وكيف يصنعن برامجهن الإنتخابية.

وتشير زوين إلى أن مكتب بيروت أعد مع نساء في البرلمان فيلمين يعرضان على محطات التلفزة أحدهما يدعو النساء للترشح والثاني يدعو الناخبين ليصوتوا للنساء. وتتوقع زوين ارتفاع نسبة ترشح النساء لخوص الإنتخابات البلدية والإختيارية موضحة أنه سيصار إلى تقييم نتائج كل الأعمال والجهود التي نظمت وبذلت على هذا الصعيد كذلك على صعيد تشجيع المرأة للمشاركة في الحياة العامة والسياسية والحزبية على حد سواء.

المصدر: LEBANON 24

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |