main-banner

لماذا ينضم بعض الأجانب الى داعش؟

عندما تراه وهو يرتدي قناعه الشهير ويحمل سيفه وسط كلماته التي يرددها بطلاقة قبل قطع رؤوس الرهائن، تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام شخص شديد الوثوق بالنفس و يؤمن بما يفعله، ولكن في الحقيقة هذه الثقة تختفي تماما عندما ينزع قناعه.

تخرج الشاب الكويتي الأصل، البريطاني الجنسية محمد الموازي من جامعة وستمينستر بعد حصوله على درجة في البرمجة، ورغم أن كل شيء يبدو عظيما في حياته كونه نشأ في لندن من عائلة ميسورة الحال وعاش حياة رغيدة يحلم بها ملايين الشباب مثله، لكن التفاصيل الدقيقة في حياته تساعدنا كثيرا لنعرف كيف أصبح هذا الشاب الخجول سفاحا يقطع الرؤوس يدعى ”جون”.

بعيدا عن المعلومات المخابراتية والتقارير الأمنية حول حياة هذا الشاب، فإنك لا تحتاج سوى لدقائق قليلة تتصفح من خلالها تقارير صحفية بريطانية، تبدو كافية  لتتعرف  كيف تحول هذا الشاب الى سفاح وحديث العالم. أنها ليست أكثر من مشاكل واضطرابات نفسية وعقد اضطهاد تطورت تدريجيا حتى وصل إلى هذه النتيجة.

”الموازي” بحسب التقارير نشأ وسط أسرة ميسورة الحال، لكنها كانت شديدة التفكك، الخلافات بين الأب والأم دائمة الحدوث منذ طفولته. هذه الخلافات تطورت مع مرور الأيام إلى حالة من الرهاب و التوحد والاضطراب النفسي حتى صنعت منه طفلا متأخر تعليميا ودائم التشاجر مع زملائه في المدرسة وصولا إلى سفاح فيما بعد.

وبحسب زملائه فإنه قد أحب فتاة تدعي ”أحلام أجوت” لكنه لم يجرؤ أن يصارحها ويعود هذا إلى ”فقدان الثقة بالنفس” و ”احتقار الذات”، وهي حالات نفسية تنشأ نتيجة النمو في بيئة غير طبيعية، وتبدو الصورة التي تجمعهما معبرة للغاية وهو يقف ورائها وينظر بخجل.

الموازي، عاد بعد تخرجه وعمل براتب متواضع لا يتجاوز 300 دينار كويتي وهو لا يليق في دولة خليجية بشاب تخرج من جامعة في لندن، وهذا ما يؤكد أنه كان بلا هدف أو طموحات، شاب مُدمر نفسيا يعيش فقط لأنه مازال يتنفس. أما مشاكله النفسية فأخذت تتطور يوما بعد يوم، وعقد الاضطهاد جعلته يعتبر تحقيقا عاديا أجري معه في لندن بعد عودته من رحلة سفاري على انه استهداف مباشر لشخصه. بعدها حوّل كل هذه الصراعات الى تحدي جعله يذهب الى سوريا حيث انضم الى داعش.

بمراجعة تقارير عن حياة نسبة كبيرة من هؤلاء الذين ينضمون لتنظيم ”داعش” سوف تجد انهم اما مرضى نفسيين أو اصابهم هوس ما يقوم به هذا التنظيم.

 مثلما يصيب هوس افلام الاكشن الامريكية الملايين ويؤدي يوما بعد يوم لزيادة نسبة الجريمة حول العالم، عندما يجد الانسان ان كل الطرق مسدودة أمامه ولا امل، سوف يفكر جديا إما في الانتحار أو القيام بشيء ما لم يخطر على باله من قبل، نشاط غريب وشاذ سيغير من حياته، خصوصا اذا ارتبط هذا بإسم الدين.

 بالنظر الى اغلب التقارير من عائلات الاجانب تحديدا من اوروبا و الذين يسافرون للقتال في سوريا والعراق، تجد ان الكثير منهم كان يرتاد المستشفيات النفسية وآخرون تتحدث عائلاتهم عن حالات الاكتئاب الحادة التي عاشوها، فضلا عن قصص أخرى حول خيانة زوجية أو فشل عاطفي وضياع قصة حب طويلة مثلما هو الحال مع المصري اسلام يكن وآخرون مثله.

إن هزيمة هذا التنظيم لن تأتي من حالة الهلع والفوبيا التي تجتاح العالم، ولكن هزيمته الحقيقة تحدث عندما يتم وضعه في صورته الطبيعية، هو مجرد كيان سوف يأخذ وقته وينتهي، يقوده متشددون ويجلبون المرضى النفسيين وهؤلاء الذين يعشقون الهوس، فبدلا من حمل السلاح في ألعاب الفيديو، يحملونه في الواقع، لذلك يلجأ التنظيم الى الابتكار دائما في مشاهد القتل، حتى يجذب المزيد من المهووسين.

قال أحد الجهاديين الأجانب : لقد اعجبت بحمل السلاح، انه امتع من اللعب به في ”البلاي ستشين” !!!

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |