main-banner

…ما هو أسوأ

يثبت يوما بعد يوم أن مصالحات إقليمية وداخلية لم تعد ترفاً أو اختياراً، بل باتت ضرورة لأن البديل جاهز في حال بقي الوضع على حاله… البديل هو مراوحة قاتلة أو فوضى أو اقتتال.

يخطئ من يظن أن هزيمة داعش أو ردعه أو لجمه أو حتى القضاء عليه يمكن أن تحل الأزمة أو الورطة التي وجدنا أنفسنا فيها، فقبل داعش كان الحال في العراق مؤلماً، وفي سوريا مأساوياً، وفي اليمن مؤسفاً وفي مصر مضطرباً، وفي لبنان متوترا، وفي الصومال فظيعاً…

وفي حال عدم إحداث ثورة في الذهنيات تؤدي الى فهم الآخر وتفهّمه وصولاً الى الاتفاق على خيارات صعبة أحيانا لكن ضرورية، فإن الوضع ما بعد داعش سيكون ربما أكثر ألما ومأساوية واضطراباً وفظاعة.

حتى لا ننسى فقبل مجيء داعش، كانت المنطقة أيضا تنزف دماً وفساداً وإجراما ولا أحد يدري ماذا ينتظرنا تحت أنقاض داعش. فلا ينبغي أن نتغاضى عن أورام باتت ظاهرة للعيان كالمليشيات الشيعية المسلحة، والمليشيات السنية المسلحة أو التي يراد تسليحها، والجزر الأمنية  في أكثر من دولة، والدولة التي لا رأس فيها بل رؤوس…

ولأنها الحد الأدنى أو المدخل المتاح، فلا يصح التلكؤ ولا يجوز التمنع عن خطوات جريئة تقود الى مصالحات، حيث لا وقت للمكابرة بل على الجميع أن يعي مسؤولياته في حفظ حق الأجيال التي لا ذنب لها كي تتحمّل عبء مغامرات البعض ومكابراتهم.
المصالحة على أساس تأمين مصالح الشعوب، قبل داعش كانت مهمة، وأثناء داعش أهم، وبُعيد داعش أهم وأهم ليس لأنها النهاية وإنما لأنها البداية، بداية مشوار طويل مع الإصلاح.

وإذا لم يتدارك المعنيون خطورة الموقف بسرعة، فستشهد منطقتنا خلال هذا العام ما هو أسوأ… وهل أسوأ من الحروب الأهلية؟!

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |