تعلمنا سابقا في المدرسة أن لبنان ملقب ببلد المياه، لأنه في محيط صحراوي فيه الكثير من الدول التي تعتبر بحاجة إلى الثروة المائية، وهو ينعم بالكثير من الأنهر والينابيع كما أنه موجود على شاطئ المتوسط، ما يجعله من الدول المحظوظة بثروتها المائية.
هذا الأمر لم يعد صحيحا للأسف اليوم، لأن هناك الكثير من الأنهر والينابيع التي كنا ننعم بها، تعيش أسوأ حالات التلوث، مثل نهر الليطاني، ونهر البردوني، ونهر بيروت، من دون الحديث عن الأنهر التي جفت فيها المياه، ولم يعد هناك أي أمل بإنعاشها.
الواقع المؤسف الذي بلغه وضع المياه ينسحب أيضا على الشاطئ الذي تبكي العيون لرؤيته ومعرفة مدى التلوث الذي بلغه، وفي هذا الأمر جريمة بيئية أيضا، لا تتناسب مع واقع لبنان، ما يحتم العودة إلى الضمير البيئي والوطني لتجنب هذه المذابح التي يتم ارتكابها بحق الثروة المائية التي يمكن الاستفادة منها إلى أقصى الحدود.
