main-banner

لا كهرمااااء

لم يعد من شيء مكهرب في لبنان سوى أعصابنا، ولا شيء مبلّل على الإطلاق،  حتى “ريقنا نشف” ونحن نشكو ونتشكى من غياب التيار الكهربائي وانقطاع المياه.

وبدل أن تأتي شكوانا بالحلول ها هي المشكلة تتعقّد هنا وهناك، في بيروت وبيروت الإدارية وعلى كافة الأراضي اللبنانية ما حدا أحسن من حدا.

حتى مياه القرعون تبخّرت ولم يعد المواطن يعرف على ماذا سيحتج وكيف. دواليب حَرَق، طرقات قطع، حتى صريخ صرّخ، ولم يتغيّر شيء، لا بل تسير الأمور من سيء الى أسوأ، وكل طرف يحمّل المسؤولية لطرف آخر، فيما وزارة الكهرباء والماء والبراعات والعنتريات وكل الطاقات تغطّ في كوما عميقة.

ساعة يحمّلون المسؤولية للمياومين وساعة لمن وراء المياومين وساعة لهذه الجهة السياسية وساعة لتلك، والمواطن لا يهمّه الغرق في كل هذه المتاهات يريد فقط أن يغرق ولو في نقطة ماء. فأسعار السيتارنات تكوي بعدما شهدت ارتفاعا ملحوظا وباتت تباع في مايشبه السوق السوداء. ولا يُستبعد أن تصدر تسعيرة للمياه كل اسبوع كما الحال بالنسبة الى أسعار المحروقات!

وأخيرا توحدنا، كلنا من دون ماء أو كهرباء، محكومون بالعطش معاً، ومحكومون بالعيش معاً … في العتمة.

 ولأن الضوء أمَل، ولأنّ الماء حياة، فهل يكون الأمل بالحياة هو نقطة الالتقاء لنصنع ثورتنا معاً؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |