main-banner

نريد أجوبة


المبادرة سريعاً من أجل محاربة ظاهرة داعش ومخاطرها ضرورة، إلا أن الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم لا يبدو أن لها أفقا محدّدا واستراتيجية مرسومة بحيث تكون النتائج مضمونة أقله لوقف تمدّد هذه التنظيم. وقد برهنت التطورات أن داعش تقدمت في مناطق عدة بعد بدء الغارات عليها في العراق وسوريا. حرب لم يحدّد لها معيارُ نصر، ولا معيار هزيمة.

نجد أنفسنا أمام مجرد وصف للحرب بأنها على الإرهاب وعلى جهة تبدو غامضة، تتهم الدول بعضها بعضا بصناعتها. وحين يُسأل المعنيون بها عن إيضاحات، يرددون الاسطوانة ذاتها لا تفاصيل لخطط سياسية ولا استراتيجية عسكرية. حتى أن أحد الناشطين على تويتر وللتعبير عن ضياع الخطط العسكرية والهدف المحدد روى هذه النكتة المصرية التي تقول، إن مصريا اشترى سيارة تاكسي ونزل يدور بها في شوارع القاهرة، فيشير له الواقفون في الشوارع ويطلقون صيحاتهم على الطريقة المصرية تاكسسسي، فيقلل من سرعته ويقترب من صاحب الصيحة ويقول له “نعم هو تاكسي، أيوا تاكسي عايز إيه!”، ثم يواصل السير… نعم عرفنا أنها حرب على داعش وحرب على الإرهاب ولكن لم يقل لنا أحد من العسكريين الدوليين شيئا عنها، رغم أن هذه مهمتهم. ورغم أن اسئلة وتساؤلات كثيرة تدور حولها، هل هي حرب استباقية، أم حرب دفاعية، أم حرب ترويض وتقليص نفوذ أم ماذا؟ وهل يمكن لهذه الحرب أن تشهد أعمالا تفاوضية، وماذا بعدها، وماذا لو أنتجت الحرب مزيدا من التطرف والحركات الجهادية؟ ومن سيستلم الأرض في سوريا وفي العراق إذا هُزمت داعش؟

هل يُعقل أن تستلم زمام الأمور في العراق الميليشيات الشيعية بعدما سلّم الجميع بفشل الجيش العراقي وانهياره؟

وفي سوريا، هل هناك احتمال بأن يستفيد النظام من الضربات الدولية؟

ولماذا تطول هذه الحرب سنوات عدة كما يقول قادة عسكريون طالما أن عديد داعش 30 ألفا بحسب احصاءات غربية. فهل هذا يعني أن غارات التحالف تستطيع أن تقتل داعشيا واحدا في اليوم لا أكثر؟ أم أن طول فترة الحرب سيفضي في النهاية الى تقسيم المنطقة؟ نريد أجوبة على كل هذه الأسئلة، لنحدّد موقفنا من هذه الحرب.


 

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |