main-banner

هل تذكرون مأساة المفقودين كما تذكرون مأساة الحرب؟

كثرت الاحتفالات الفلكلورية في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، وكثر الحديث عن أهمية التعلم من هذه الحرب، وعدم تكرار الظروف التي أدت إليها، إلى ما هنالك من كلام معسول وشعر وقصائد تتغنى بالسلم الذي لسنا أصلا مقتنعين به.

لكن قبل أن نطلق كل هذه المواقف والتفاصيل، لا بد من أن نكون متنبهين إلى أن الكثير من ملفات الحرب ما زال غير مغلقة رغم مرور أربعين عاما على اندلاعها، وخمسة وعشرين عاما على انتهائها. ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية ما زال ملفا لا يعرف كيف يمكن إغلاقه، وخصوصا أن اندلاع الحرب في سوريا اليوم يعقد طريقة التعاطي بين مناطق تحت وصاية النظام ومناطق تحت سيطرة المعارضة.

النظام لم يكن يقبل يوما بالاعتراف بوجود مفقودين، والمعارضة ليست جهة موحدة لسؤالها عن هؤلاء، لكن القطبة المخفية تكمن لدى شخصيات سياسية واكبت الاتصالات لسنوات، وهي القادرة على تحريك الملف اليوم أكثر من أي وقت مضى.

لا يعقل أننا نحتفل بذكرى الحرب ومفقودو هذه الحرب ما زالوا مفقودين. لا يعقل أننا نعيش في زمن ما زال هناك لبنانيون فيه غير موجودين في أي مكان تعرفه الحكومة، من دون أن يتحرك أي إنسان لحل هذه الأزمة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |