كل عام في ذكرى الحرب، نعود ونتذكر هذا التاريخ. وكل عام في ذكرى الحرب، وبعدما نتأسف أننا لم ننته منها بعد، وما زلنا نعيش تبعاتها حتى اليوم، نتذكر أيضا مفقودي الحرب اللبنانية الذين ما زالوا مجهولي المصير، من دون من يسأل عنهم.
نذكر في السنوات الماضية تشكيل لجان ولجان ولجان، وهي جميعها بلا منفعة، لأننا نعرف الحقيقة، ولكن لا جرأة لمسؤولينا على ختم الملف، مراعاة لكل العوامل السياسية. أما العوامل الإنسانية، فلم يسأل أحد عنها، لأنها غير أساسية بالنسبة لكثيرين.
كثير من الأمهات رحلن في حرقة الانتظار، وكثير من الأبناء ينتظرون من يسأل عنهم، وربما هناك من قضى في معتقله، ولم نعرف حقيقته بعد، ولم تحصل عائلته على الراحة بدفنه وختم الجرح. ألا يستحقون منا أن نعطيهم الحقيقة؟
