لا يمكن أن نحتمل المزيد من التعطيل في حياتنا الديمقراطية بشكل متنقل من المؤسسات الرسمية إلى المؤسسات التربوية. كنا اعتقدنا أن أزمات التعطيل والتمديد تطال مجلس النواب وقصر بعبدا ومجلس الوزراء، لكن تبين لنا أن الديمقراطية تقتل في مهدها في لبنان، وتطال أيضا الجامعات اللبنانية بشكل الإشكال الأخير الذي حصل في جامعة سيدة اللويزة.
الخيار الأول الذي تلجأ إليه الجامعات بعد هذه الإشكالات بين الطلاب والتي لا تشبه الممارسة الديمقراطية هو تأجيل الانتخابات أو إلغاؤها، وكأن هذا هو الحل من أجل ترويض الطلاب على الديمقراطية ودعوتهم إلى اعتماد أساليب أكثر ديمقراطية في الحياة السياسية.
الجامعات التي من شأنها أن تعلم الطالب كيف ينتقل من الحياة الطائشة إلى الحياة الفعلية للراشدين والتي من خلالها يبدأ الانخراط في المجتمع والسياسة، قررت أن تحذف الديمقراطية من قاموسها وتتحول إلى نظام استبدادي يمدد للمجالس الموجودة، بدل أن تصر على تعليم الطلاب الديمقراطية وترفض أي نوع من أنواع التمديد أو المراوحة.
كان يمكن أن نحل الإشكال الذي حصل من خلال معاقبة المسؤولين عنه ونعلم الطلاب أن حل المشكلات السياسية تكون من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الضرب، فيكون هذا الدرس هو العبرة الأهم من هذه الأزمة، لكن إلغاء الانتخابات هو دعوة للطلاب لحل المشكلات من خلال العنف.
