main-banner

هل أصبح علينا أن نشكر الهجرة لتخفيفها البطالة؟

تفيد آخر الدراسات الاقتصادية المتعلقة بلبنان أن نسبة البطالة كانت لتصل إلى عتبة الخمس وعشرين في المئة لولا الهجرة، التي ساهمت في تخفيف هذه المعاناة، وإلا كان ربع الشعب اللبناني يعيش من دون عمل.

ربع الشعب اللبناني يوازي تقريبا فردا في كل عائلة، بما أن العائلة اللبنانية المتوسطة تضم أربعة أفراد، وهذا يعني أن كل شخص فينا معني بهذه الأزمة التي تضرب اقتصادنا وشبابنا.

أسباب هذه الأزمة هي من دون شك الأوضاع الاقتصادية الخانقة في بلد صغير، محاصر من عدو في الجنوب ومن بلد يعيش حربا في الغرب، أي أن حدودنا البرية ليست ملائمة لتأمين المداخيل، وليس أمامنا إلا البحر لتنفيس اقتصادنا. إضافة إلى ذلك، اهتزت ثقة المستثمرين بلبنان بسبب غياب الاستقرار الأمني والسياسي في السنوات الماضية، ولم يعد هناك من مشاريع كبيرة لتأمين الأرباح.

هذا الأمر دفع بكثير من شبابنا إلى الهجرة، وخصوصا في السنوات الماضية حيث ارتفع عدد الذين غادروا للعمل في الخليج بشكل كبير، ما أدى إلى تخفيض معدلات البطالة، والحمدلله أن ذلك لم يحصل لأن أي مستثمر يفكر في الإتيان إلى لبنان، سيفكر مرتين لو رأى أن البطالة تطال ربع الشعب، ما يعني أن البلد مش ماشي.

الهجرة التي نكرهها وتدفع كل بيت إلى الانزعاج باتت أمرا ملائما لنا لأنها تحمينا، ومن هنا، وفي ظل غياب أي آفاق لحلول سياسية واقتصادية في الأفق، لا بد من أن تكون أولوية الحكومات في لبنان حماية وظائف أبنائنا في الخليج وفي العالم، بما أنها عاجزة عن تأمين وظائف جديدة لهم في لبنان.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |