main-banner

يغرّدون إرهاباً

نحو تسعين تغريدة إرهابية مسيئة في الدقيقة، ونحو 130 ألف تغريدة ذات محتوى متطرف في اليوم الواحد.

هذا ما خلص إليه أحد الإحصاءات حول الإرهاب الالكتروني.

هذه الأرقام تبدو مخيفة ولا تبشّر بخير آتي لأنها تدلّ على أن الفكر المتطرف لا يتردّد في رفع صوته أمام الجميع، وأن الكثير من الناس لم يعودوا يفرّقون بين نيتهم الأساسية طرح وجهات نظرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين تحولهم إلى جزء ولو هامشي من اللعبة العبثية الكبيرة في إذكاء نار الصراعات الطائفية، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى تشجيع الإرهاب وتبريره.

 هذا الطائر الأزرق المسمى تويتر لم يصممه أبو بكر البغدادي، ولا العقل النووي في إيران، ولم تخترعه مراكز البحوث في دولة الخلافة ولا الدراسات حول تخصيب اليورانيوم، بل ابتكره عقل حر في بيئة تحرض على الإبداع لا القتل، وكان يأمل من هذا الطائر الأزرق أن ينقل رسائل الحرية والسلام بين الحضارات والشعوب، وليس تغريدات التحريض على الإرهاب والحقن الطائفي.

الخطير أننا شيئا فشيئا نتورط في هذه اللعبة من دون أن نعترف أن لهذا التورّط ثمنه. نغمض أعيننا عن الكثير من الأخطاء تحت شعار أنها عابرة ويمكن أن تمر، نحاول أن نضع فارقا بين إرهاب هنا وإرهاب هناك، وهذا غير صحيح فشريعة القتل واحدة، وهي لا تعترف بالحدود، وإذا ما استمر هذا التورط مع الوهم ولم تفتح النوافذ، كل النوافذ للأفكار الحرة التي تواجه التشدد بالإبداع والابتكار والتجديد والتواصل مع العالم الحر الفسيح، فإن القاعات المغلقة لا ينتج عنها إلا الهواء المكتوم الذي ينعش فيروسات التطرف، فترسل آلاف التغريدات لا بل ملايين التغريدات الإرهابية في الدقيقة الواحدة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |