لفتت الأنظار في الفترة الماضية المساحة الكبيرة التي توليها المحطات الخليجية، وخصوصا في الإمارات العربية، لبرامج الشعر والفنون والثقافة، وللمواهب المحلية التي تستحق الإضاءة عليها، حتى بات يمكن مشاهدة أكثر من خمسة برامج في الأسبوع على الشاشات الإماراتية، تتعلق بالشعر التقليدي والفنون الشعبية الرائعة، والرسم والنحت والفن السابع، وغيرها من الفنون التي تحظى باهتمام واسع لدى الجمهور.
لكن لو أقدمت شاشة لبنانية على هذه البرمجة، لوجدنا أن نسب المشاهدة لدينا تتدنى إلى حدودها الأدنى، وتوقف الجمهور عن متابعتها، لأن ما يحصل على نسب مشاهدة عالية في لبنان هو الفضائح والجنس والعري والوقاحة والخلافات المتبادلة.
كان كثيرون ينتقدون الخليج العربي ويعتبرون أن لبنان سباق في كثير من المجالات وخصوصا في الإعلام، ولكن اليوم، ها نحن نرى كيف أن الخليج يحافظ على مستوى إعلامي متميز، في حين أن شاشاتنا تنزلق إلى ما يطلبه الجمهور من رخص وعري وانحدار.
نتمنى أن يتم التعاطي مع الموضوع باحترام وحرفية أكبر، وأن يتم التوصل إلى صيغة أفضل في البرامج التلفزيونية، وأن يكون الجمهور مدركا لأهمية الثقافة على الشاشات المحلية، للتخلص من المستوى المتدني الذي بلغناه.