main-banner

لقد ظلمنا وطننا باستهتارنا بالجرائم فيه

قبل أيام، وقعت جريمة مروعة في تونس، عندما دخل مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية أحد أهم المتاحف في المنطقة، وهو متحف باردو، وعمد إلى إطلاق النار على عدد كبير من السياح، واحتجاز آخرين كرهائن.

هذه العملية المروعة التي أظهرت تمدد الدولة الإسلامية من بلد إلى آخر، استدعت تنديدات دولية من أهم مراكز القرار، من الولايات المتحدة إلى الدول الأوروبية ومجلس الأمن، إضافة إلى معظم الدول الإسلامية.

واللافت أنه بعد العملية، توجه وزير الخارجية الفرنسية إلى تونس للوقوف إلى جانب التونسيين، وحصلت تونس على دعم على مواقع التواصل الاجتماعي، تعهد فيها عدد كبير من الناس بزيارتها في الصيف لمحاربة الإرهابيين الذين أرادوا قتل السياحة فيها.

السؤال البديهي الذي أطرحه اليوم كلبناني هو: لماذا لا يتعاطف العالم معنا بهذا الشكل عندما تقع جريمة في لبنان – وما أكثر الجرائم في هذا الوطن الصغير!

ما السبب الذي يمنع أهم قادة العالم من زيارة لبنان للوقوف إلى جانب أبنائه، ويمنع السياح من التعهد بزيارة لبنان رغم المآسي؟

الجواب بسيط إذا فكرنا أكثر بالموضوع. فنحن في لبنان نستهتر بنفسنا وبجرائمنا، ونختلف في كل مرة يقع مصاب أليم في البلاد على المستهدف والمسؤول والخلفيات. نحن ظالمون بحق أنفسنا، عندما نتجادل فيما بيننا للتسخيف من الشهادة أو من التهديدات، فكيف تريدون أن يحترمنا العالم على ما نقدمه، إن كنا لا نحترم بعضنا حتى في وقت الشدائد، ولا نتكاتف لتحقيق أبسط الأمور، كالتحقيق في الجرائم ومحاكمة الفاعلين؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |