هل يعقل أن نرى ما رأيناه في طرابلس من مشهد عابر لكل الأخلاقيات والإنسانية، عندما اضطرت عائلات كثيرة إلى الانتقال من منازلها المدمرة والمهددة بالسقوط بسبب الفقر، إلى معرض رشيد كرامي الدولي، حيث باتت العائلات في خيم بلاستيكية لا تؤمّن لا الدفء ولا الراحة ولا الكرامة الإنسانية؟
هذا المشهد هو أول التدهور للأسف، والمبكي أنه يحصل في طرابلس، التي تضم أغنى أغنياء لبنان، الذين لا يلتفتون إليها إلا عند الانتخابات ليدفعوا مئة دولار أو حتى أقل مقابل الصوت الانتخابي.
إذا رأى أي إنسان هذا المشهد المروع، سيدرك كم أن السياسيين في لبنان أمعنوا خرابا ودمارا في النفوس والناس. كيف تقبلون هذا المشهد وأنتم تنامون في منازلكم، وتسافرون وتهرّبون أموالكم معكم، وتقومون بكل الجرائم التي تودي إلى هذا الفقر؟ ما يحصل يتعارض مع الإنسانية ومع الأخلاق بكل بساطة.