من المحزن أن تكون أفقر مدينة على المتوسط أكثر مدينة تضم أغنياء في لبنان، وبينهم رئيس الحكومة. في الساعات الماضية، أدت محاولات الهروب من طرابلس إلى مأساة إنسانية، بعدما حاول بعض أبناء المدينة البحث عن مستقبل أفضل في مكان آخر. النتيجة كانت أن الزورق لم يتحمل كمية الركاب، وغرق بالجميع في البحر، ما أدى إلى مقتل العديد منهم، بينهم أطفال.
المسؤولية هنا لا تحتاج إلى تحقيق لكي يتم الكشف عنها. فالتحقيق سيعطي أسماء المقصرين، لكن النتيجة الفعلية هي أن اللبنانيين أصبحوا جميعا فقراء، وباتوا بحاجة إلى مساعدة لكي يتمكنوا من النهوض من جديد، ومن يستطيع الهرب أو السفر، ولو كلف الأمر موته، سيهرب من هذا الجهنم.
