main-banner

أيها الجهلة: ابحثوا عن التاريخ بين كنائس طرابلس وجوامعها

باتت طرابلس اليوم، وبمجهود يقوم به أناس ليسوا بوطنيين منذ سنوات طويلة، تصوّر على أنها مدينة للتطرف الديني والتصرفات غير المنفتحة والتصريحات النارية التي تجعل من المسلمين أعداء جميع اللبنانيين، علما أن مصير اللبنانيين هو التعايش لو مهما بلغت التضحيات.

طرابلس اليوم، ورغم أنها عاصمة الشمال وبوابة لبنان على التاريخ والثقافة، تتحول إلى مدينة يراد منها أن تكون منغلقة أو إمارة للتطرف، أو “قلعة للمسلمين” بشكل حصري، رغم أن تاريخها الحافل يشهد على أنها مدينة الانفتاح والتاريخ.

في طرابلس، أكثر من ست كنائس في شارع واحد يدعى شارع الكنائس. فيها أقدم كاتدرائية أرثوذكسية في الشرق، وفيها أهم المعامل المسيحية التي بناها اللبنانيون على مر الزمن، والتي تجاور الجامع والمئذنة من دون أن يزعجهما أحد.

أما اليوم، فيحلو لبعض المتطفلين أن يدخلوا على خط المدينة ويخرقوا هدوءها الدائم من أجل تصويرها على أنها قندهار أو الموصل، ولجعل الذين يذكرونها، يرون فيها صورة التطرف الذي لا يقبل بالحوار.

ليس صحيحا أن طرابلس كذلك. لطالما كانت طرابلس وستبقى المدينة الأولى للتعايش، لأنها ما اعتادت على أن تكون لفئة دون أخرى، لا بل دفعها انفتاحها وسلامها إلى أن تكون مصيدة للباحثين عن الفتنة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |