هل تدركون إلى أي درجة من اليأس وصل الأمر باللبنانيين الهاربين من واقع الحياة في طرابلس، لكي يفضلوا الموت غرقا على العيش في ظروف اقتصادية ومعيشية لا تحتمل؟
إنها الحال مع من قرر أن يبحث عن حياة أفضل له ولأولاده ولو أنه رأى أن ظروف الهرب ليست آمنة. ولكن هذا الأمر لا يعني فقط الستين شخصا الذين حاولوا الهروب من لبنان، بل يعني أكثر من أربعة ملايين لبناني على اختلاف انتماءاتهم وأوضاعهم الاقتصادية، الذين لم يعودوا قادرين على التحمل أكثر، لأنهم يعانون من وضع مريع في لبنان. كل شخص فينا معرض لأن يكون مثل هؤلاء الهاربين من واقع الحياة، طالما أن المسؤولين عن تحسين حياتنا لا يزالون غير مدركين لواقع الحال.