في أحدث الدراسات المتعلقة بالاقتصاد اللبناني والمداخيل من أموال المغتربين، تبين وفق دراسة في جامعة القديس يوسف في بيروت أن 66 % من الأموال التي تأتي من الخارج إلى لبنان، أي من المغتربين إلى أهلهم وأقاربهم، تساعدهم بدرجة أولى لدفع التكاليف اليومية من طعام وشراب ومصروف معيشة، وفي مرتبة ثانية لدفع الإيجار والمسكن.
هذه الدراسة التي كانت تريد تبيان أهمية الأموال التي تأتي من المغتربين للبنان، وكيفية توزعها على المصاريف الداخلية، أكدت أن ما يدخل لبنان من خلال أبنائه في كل أنحاء العالم ضروري جدا، وهو العمود الفقري للاقتصاد اللبناني لأنه يجعل المصارف اللبنانية تستقطب أموالا لا يمكن إنتاجها داخليا. ومن ناحية ثانية، تأمين المصاريف الأساسية للبنانيين وخصوصا كبار السن يجعل من هذه الأموال ضرورة أساسية، تعوض غياب السياسة الاقتصادية الراشدة للدولة اللبنانية، لأن الشاب الذي يرسل أموالا لعائلته من الخارج يعلم جيدا أن والديه المتقاعدين لا يملكان معاشا تقاعديا ولا يحصلان على رعاية صحية ملائمة، وبالتالي يحتاجان إلى مساعدته الاقتصادية.
هذا الواقع يظهر أهمية الشباب اللبناني في المهجر، فهم يساعدون لبنان ولو أنهم ليسوا فيه. هذه المساعدة تأتي من خلال الأموال التي تدخل إلى أهاليهم، بعدما سقطت كل المداخيل في الدولة اللبنانية، ولم يبق إلا المساعدات من اللبنانيين في الخارج. فلبنان بحاجة إلى أبنائه هنا أو في بلدان الاغتراب.