تفيد آخر الإحصاءات أن منطقة ضبية فقط تشهد أكثر من ثمانية مشاريع لأبنية جديدة في مساحة لا تزيد على عشر كيلومترات مربعة. هذا التطور الذي يشير إلى فورة عمرانية كبيرة وحاجة إلى المزيد من المساكن في لبنان، ينصب بنسبة أكثر من خمسين في المئة في جبل لبنان وحده، أي أن نصف الاستثمارات والتوسع السكاني يحصل في جزء صغير من لبنان، وهو الجزء الأكثر اكتظاظا.
هذا الموضوع الذي يشير إلى زيادة عدد السكان في لبنان يثير القلق أيضا من زحمة السير التي ستزيد بشكل كبير طالما أن هناك توسعا سكانيا، وطالما أن حال الطرقات ما زال على ما هي عليه.
إن كان المشوار من ضبية إلى جونية يحتاج إلى أكثر من ساعة اليوم، فكيف ستكون الحال إذا زاد عدد السكان وعدد السيارات في منطقة جغرافية ضيقة؟
لا بد من اللجوء إلى حلول سريعة وجذرية لمشكلة زحمة السير التي ما زالت تهدد الحياة اليومية للبنانيين وتتسبب له بكل أنواع المشكلات: مشكلات بيئية بسبب الانبعاثات لغازات السيارات، ومشكلات صحية بسبب التوتر، ومشكلات اقتصادية بسبب مصروف المحروقات، ومشكلات عمرانية بسبب عدم القدرة على تأمين الارتفاع في عدد السكان في منطقة صغيرة. فماذا ينتظر المسؤولون إذا لإيجاد حل للأزمة؟
