main-banner

زحمة بيروت أكبر من طاقة البشر على التحمل

إن كان أي إنسان يعيش في بيروت ويود التوجه إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لحال من الطوارئ، فمن المستحسن أن يختار مرضه في الليل وليس في النهار، لأن الوصول إلى محيط المستشفى في ساعات الزحمة شبه مستحيل، وقد يموت أي مريض قبل أن يتمكن من الوصول إليها.

فزحمة السير الخانقة في شوارع بيروت نهارا، وفي شارع الحمراء، والروشة، والأشرفية، ووسط المدينة، وطريق المطار، وكل المنافذ الحيوية للعاصمة لم تعد مجرد زحمة عادية، بل أصبحت من التقاليد اللبنانية مع تعذر الوصول إلى أي حل علمي.

لكن الحقيقة هي أن الحل أمامنا منذ زمن بعيد ولم تقم الحكومات بعد بأي مساعٍ للانطلاق في خططه، رغم الدراسات التي تؤكد أن نصف مليون سيارة يوميا تدخل العاصمة بيروت.

لكن أكثر من نصف هذه السيارات لا تكون وجهتها بيروت بل تنتقل من مناطق جنوب العاصمة إلى مناطق في شمالها أو العكس. وهذه السيارات التي لا تريد شيئا من بيروت إلا المرور فيها لأن الطرقات تجبرهم على ذلك، قد يجدون الحل في الأوتستراد الدائري الذي حلمنا به طويلا. وكما يدل اسمه، يحملنا الأوتستراد من شمال العاصمة إلى جنوبها، أي أننا لا نمر في العاصمة إن كنا ذاهبين من الدورة إلى خلدة مثلا. هذا الحل يبدو صعبا لأنه لم يحصل على الأهمية اللازمة، وفي الوقت نفسه، تستمر الأزمات معه.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |