الاتهام بالتطبيع مع اسرائيل عند المطالبة بعدم منع فيلم ستيفن سبيلبرغ هو أسخف ما يمكن سماعه، لعدة أسباب، ليس أقلها أن أفلام هذا المخرج العالمي تعرض منذ سنوات، من دون أن يعلق عليها أحد قبل اليوم، ويتذكر كثيرون أنه يدعم دولة اسرائيل.
المضحك المبكي في الموضوع هو أن الكرة الأرضية بمعظمها باستثناء أكثرية الدول العربية تعترف باسرائيل، وإذا أردنا السير بهذا المنطق، فعلينا مقاطعة كل المنتجات والأعمال والضيوف من كل الدول، لأخذ موقف لم نأخذه منذ سبعين عاما، ولن نأخذه اليوم.
أما منع الفيلم، فهو بكل بساطة غير منطقي على الإطلاق، لأنه أولا غير معني لا بفلسطين أو بقضيتها، ولأنه ثانيا أمر سخيف في ظل التطور التكنولوجي. وبالتالي، فإن الدولة بمنعها الفيلم تشجع على القرصنة، وتقوم بدعاية له، ولا تخدم في مطلق الأحوال القضية الفلسطينية.
إن المنع هو أسلوب رجعي لا يفيد، وآن الأوان للخروج من هذه الذهنية البغيضة التي تدمر العقول وتحجم لبنان، وتجعله ملكيا أكثر من الملك.