مضى على الفراغ الرئاسي أكثر من سنة ونصف السنة، وما زلنا ننتظر الحلول السحرية الآتية من هنا وهناك، ومن تدخل دولة أجنبية أو تبدل المعطيات في المنطقة، لكي نبني على التطورات ونختار لنفسنا رئيسا، في حين أن هذا الأمر يعتبر تجردا من وطنيتنا، وانسياقا مع الأحداث الإقليمية وتهديدا لاستقلالنا.
وفي هذا الإطار، يتحدث كثيرون عن كيفية تعبيد طريق بعبدا لوصول رئيس معين، وكيفية القيام بأمور يمكن أن تجعل من مرشح معين أهلا للرئاسة، من إظهار حجمه إلى فرض سلطته، إلى تأكيد قدرته على قلب المعادلات. لكن ينسى كل هؤلاء أن للرئاسة طريقا واحدا لا طريقين، وهذا الطريق هو من خلال مجلس النواب، عندما يجتمع النواب جميعهم تحت قبة البرلمان، ويدركون أن حضورهم هو واجب دستوري يجب أن يقوموا به، وينتخبوا من يعتبرون أنه يستحق قيادة البلاد، وليربح الأفضل.
طالما أن هذه المعادلة غير ناضجة في ذهن كثيرين، لن نتمكن من انتخاب رئيس لا اليوم ولا بعد ألف عام.
