main-banner

لغة الـ«Chat»… حروف وأرقام تخلط العربي بالأجنبي

ينتشر إستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في حياتنا اليومية بشكل متزايد يوماً بعد يوم، حيث نشأت لغة خاصة تُستَخدَم في الدردشة الإلكترونية تُسمّى لغة الـ«Chat»، والتي أثّرت سلباً في اللغة العربية، خصوصاً في ظلّ تدنّي إستخداماتها في المواقع الالكترونية.

تسبَّبَ إنتشار الوسائل التكنولوجية المتعدّدة، من كومبيوتر إلى هاتف ذكي إلى القنوات الفضائية وغير ذلك من وسائل تقنية حديثة، في ظهور ما يُعرَف في عالم التكنولوجيا بـ«لغة الشات»، وهي لغة ذات مصطلحاتٍ خاصة تختلط فيها اللغة الأجنبية باللغة العربية، لكن مع كتابة الأخيرة بالحرف اللاتيني.

وتجدر الإشارة إلى أنّ «لغة الشات» غير محدَّدة القواعد، وهي لغة مستحدَثة غير رسمية ظهرت منذ بضع سنوات، يستخدمها البعض للتواصل عبر الدردشة على الإنترنت باللغة العربية أو بلهجاتها، لكن مع كتابتها بحروف لاتينية.

نشوء الظاهرة

على رغم أنّ «لغة الشات» ليست جديدة، إلّا أنّ السبب الرئيس لإنتشارها في الفترة الأخيرة اقترن مع ظهور خدمة الهاتف الذكي المحمول وتطبيقات الدردشة المجّانية، مثل «واتساب»، التي حلّت مكان خدمة الرسائل القصيرة «SMS». وهنا بدأت ظاهرة «لغة الشات»، بعد أن إنتقل الشباب الى إستخدام الوسائل التكنولوجية في المحادثة والدردشة.

وبما أنّ بعض برامج الدردشة، لا يسمح بإدخال نصّ الحديث باللغة العربية، تحوَّل بعض من الشباب الذين لا يجيدون اللغة الأجنبية إلى كتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينية، وعمدوا إلى حلّ إشكال بعض الحروف التي لا يوجد رديف لها في اللغة الأجنبية بإستخدام بعض الأرقام للدلالة عليها. ومثالاً على ذلك أصبح رقم السبعة يعني حرف «الحاء» ورقم الثلاثة يعني حرف «العين» والتسعة تعني حرف «الطاء»، إضافة الى غيرها من الأرقام التي تعبِّر عن أحرف معيّنة.

أثرها في الثقافة

ليس من الواضح حتى الآن تأثير «لغة الشات» في المجتمع، كونها تنحصر فقط في برامج وتطبيقات الدردشة وعلى شبكات التواصل الإجتماعي. لكن من جهة ثانية، من الملاحظ تزايد إستخدام الحرف اللاتيني في المحادثة لدى البعض خارج برامج الدردشة، وحتى إنّ «لغة الشات» أصبحت أيضاً وسيلة تخاطب معتمَدة بين بعض الأشخاص عبر الرسائل الورقية العادية.

وفي حين أنّ الكثيرين من الأشخاص يعتبرون هذه الطريقة في الكتابة طبيعية ومواكِبة للعصر ولا تشكّل أيّ خطر على اللغة العربية بشكل خاص وعلى الثقافة والتقاليد بشكل عام، إلّا أنّ هناك آراءً وحملاتٍ عدة إنتقدت طريقة الكتابة الجديدة هذه، معتبرة أنها تندرج في إطار خطط الغزو الثقافي التي تقودها الأمم الغربية ضدّ الأمة العربية تحت حجّة التقريب بين الشعوب العربية والغربية. وفي السياق عينه، أبدى منتقدون كثر تخوّفهم لاحقاً من طمس «لغة الشات» لبعض قواعد اللغة العربية ودخولها في الأبجدية الأصلية وتشويهها.

Source: Al Joumhouria

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |