main-banner

المتطرّفون يأكلون الحصرم والمعتدلون يضرسون

الأرض القاحلة لا تُنبت أزهاراً، لذلك لا تستغربوا إن وجدتم التطرّف ينمو في مجتمات تنحو نحو جفاف سياسي واجتماعي وأخلاقي. لا تستغربوا بعض الظواهر التي لم تكن لتتفاقم لولا نموهها في بيئة مناسبة.

حتى الإعلام نراه يوجّه الرأي العام في اتجاه اضطهاد فئات معينة ويأتي متناغماً مع أوركسترا الشحن الطائفي التي غالباً ما تنتهي بتجييش المجتمعات في معسكرات متناحرة يصبح فيها حمل السلاح نتيجة طبيعية لحالة الهيجان المتكاملة العناصر.

وحملة السلاح، هم فى معظم الاحيان ما عليهم سوى السمع والطاعة، ليس لهم هوية حقيقية، يرضخون إلى الأوامر بعد عملية الشحن المضاد. نحن الآن فى لحظة من يمتلك السلاح يرفعه فى وجه الآخر.

أما الشعوب فتنقسم بين مصفقين ومطبلين أو مستسلمين. ولا أحد من بينهم ينجو من مفاعيل حمل السلاح.

حتى العامة من الناس غير المنتمين لأي من التنظيمات هم في النهاية من يدفع وغالبا فواتير التهور والتطرف الفكري والسياسي. هؤلاء المهمشون الـذين لا يقلّبون بين شاشات التفلزة والقنوات الاعلامية ولايقفون على المنابر، هؤلاء حاملو جرح الوطن بين طيات دمائهم هم مَن يدفع الثمن الأغلى، هم الذين يموتون بالجملة ومن دون ذنب، فيما معتلو المنابر يختبئون في قصورهم أو أوكارهم الفارهة. هم ذاتهم على مر العصور شكّلوا وقود الثوراتواستحقوا وصف الجندي المجهول.

المتطرّفون يأكلون الحصرم والمعتدلون يضرسون، فمتى سيقتنع مدمنو القتل أن لا فرق بين انسان وإنسان وأن لا شيء يبرّر سفك الدماء ووضع حد لحياة الآخرين.

من يقتل في داخل هؤلاء جراثيم التطرف وحب السلطة حتى آخر قطرة من دماء الشعوب؟مَن يزرع تلك الأرض القاحلة؟ ومن يلوّن هذا الجوّ الباهت بألوان الحياة؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |