في 12 تموز 2006 اندلعت أسوأ حرب في تاريخ لبنان الحديث… هي أسوأ من الحرب التي اندلعت عام 1975 لأن في ذلك الوقت كانت الحرب أمرا واقعا أما في حرب تموز، كان الأمر مفروضا على لبنان، وكان يستهدف اللبنانيين من دون أن يكون لهم أي صلة بالموضوع.
في ذلك الوقت، أدى خطف جنديين اسرائيليين من حزب الله إلى اندلاع حرب استمرت شهرا كاملا، ودمرت كل ما لدينا من بنى تحتية وأمور قائمة في مدننا وقرانا، وإلى تهجير الملايين من اللبنانيين، بشكل مجاني.
الحرب كانت فعلا مجانية… لم نطلبها ولم نكن نريدها، لكنها حلت ضيفا ثقيلا على وطننا ومنازلنا، وها نحن نعيش تبعاتها حتى اليوم بحيث ما زالت مناطق كثيرة تشهد على الدمار، وما زال لبنان يعيش هاجس العودة إلى هذه الحرب في أي وقت…
فلتكن عبرة حرب تموز أن الحرب ليست في أي وقت من الأوقات مكسبا للبنان، ولا يمكن للبنان أن يتحمل حروبا جديدة، لأنه سيكون حتما خاسرا لمجرد أن ما نتعب لبنائه يتم تهديمه في ثوان.
