سمعنا كثيرا في الساعات الماضية عن أن أحد الحلول التي تم اقتراحها في مؤتمر المانحين في لندن، بمشاركة رئيس الحكومة تمام سلام، هو أن يتم توطين اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع، بمقابل حصول لبنان على مبالغ مالية كبيرة من الدول الغربية، تساعده على تحمل أعبائهم.
الهدف من ذلك هو بالنسبة إلى الأوروبيين، تجنب وصول اللاجئين إلى أوروبا، وارتكابهم أعمالا إرهابية فيها، أو إخلالهم بالتوازن وبالأمن كما حصل مثلا ليلة رأس السنة في ألمانيا، حيث تعرض عشرات اللاجئين بالاعتداء الجنسي على السياح والساهرين.
هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، فإن كانت أوروبا خائفة على توازنها واستقرارها، فكيف بالحري لبنان، وإن كانت أوروبا غير قادرة على استقبال اللاجئين، فلبنان أيضا لن يقبل بأن يكون أرض لجوء، بعد كل المآسي والحروب التي تسبب اللجوء الفلسطيني بها في العقود الماضية.
ثم إن كانت أوروبا قلقة من أن ينتقل الإرهاب إليها، فالحل هو بمكافحة الإرهاب، وليس بتوطينه في لبنان، لأن في ذلك استهتارا بعقول الناس وبأرواح الناس وبمصائر الناس.