هجرنا الثقافة لوقت طويل في العاصمة بيروت التي كانت في الستينيات مصدر إلهام لكثيرين، ومصدر رزق للبيروتيين واللبنانيين، ومصدر جذب للسياح الأجانب الآتين من كل أنحاء العالم لرؤية تاريخنا. الحرب اللبنانية دمرت هذه الثقافة ومرحلة ما بعد الحرب جعلت الثقافة تضمحل أكثر فأكثر، بسبب التلهي بأمور ثانوية وبالثقافة الالكترونية.
لكن عودة متحف سرسق إلى بيروت ما هي إلا دليل جديد على أن الثقافة ما زال لها مكان في بيروت، لأن واجهة بيروت لا يمكنها أن تتبدل بعدما كانت قبلة الشرق والغرب لناحية الفكر والفن.
عاد متحف سرسق إلى القصر العريق في الأشرفية، بعد إقفال أول أثناء الحرب الأهلية، وإقفال ثان عام 2008 لإعادة ترميم شاملة. عاد المتحف وهو يضم أكثر من مئتي قطعة فنية فريدة، من شأنها أن تحكي كل المراحل التي عاشتها العاصمة بيروت على مر السنوات. عاد ليقول إن الثقافة أتت من بيروت، وستبقى فيها.
