لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يشاهد الفيديو الذي انتشر بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، عن الحسومات في أحد المتاجر في لبنان، أن يتعاطف مع الأشخاص الموجودين أو أن يعتبر أن ما حصل هو أمر منطقي وإيجابي.
عشرات النساء اللواتي يقفن بالصف ومن ثم يهرعن بالركض إلى المتجر فور فتح الأبواب، لأن هناك حسومات على الملبوسات، في مشهد كنا نعتقد أنه لا يحصل إلا في الأفلام أو في البلدان الغربية التي لا هم لدى مواطنيها إلا الرفاهية.
عندما ننظر إلى هذه الصور، وإلى الطريقة التي تتعاطى فيها النساء بشأن الحسومات، والحدة والغضب والثورة في تصرفهن، وعدم القبول بأي نوع من المساومة على المركز للتمكن من شراء الألبسة بأرخص ثمن ممكن، نعرف لماذا ما زلنا في دولة شبه فاشلة، لأن دولة تتصرف فيها شريحة من الناس بهذه الطريقة السطحية، لا يمكنها أن تُبنى على أسس منطقية.
السخافة هي أكبر مرض يهدد مجتمعنا، وهذا الفيديو خير دليل على الأمر. هل كان الأمر مشابها لو كان متجر كتب يجري حسومات مثلا، أو لو كانت مدرسة مجانية فتحت أبوابها، أو لو فاز لبناني بجائزة نوبل وتهافت اللبنانيون إلى المطار لاستقباله؟ للأسف، لا.
