كانت القضية محقة وكانت المطالبات الشعبية بإنهاء أزمة النفايات وحل الأزمات السياسية العالقة التي تتواصل منذ تمديد المجلس النيابي وفراغ الرئاسة الأولى محقة. لكن طريقة المطالبة باتت اليوم سيئة للغاية.
نرى كل يوم عشرات المتظاهرين الجديين في مطلبهم، ونرى في المقابل المئات من الفاسدين والزعران، وبعض الذي تكون واضحة عليهم علامات تعاطي الحبوب المخدرة، إضافة طبعا إلى الكثير الكثير من المتلهفين للظهور على الكاميرا، فتصبح التظاهرات بمثابة مسرحية مزعجة.
تارة نجد تلك التي سبق أن صورت عشرات الأفلام الإباحية تنزل لكي ينتشر لها فيديو على فايسبوك، وتارة نجد تلك المعروفة بسذاجتها وطريقة الإغواء الرخيص الذي تعتمده، وهي تنزل مع جيش زهري، وطورا نجد “زعران الحي” ينزلون إلى الشارع ليستفيدوا من الموضوع وينفذوا بعض “المراجل” باعتبار أنهم قبضايات وهناك حشد وإعلام، ما يحتم الاستفادة من ذلك.
الشارع ليست لعبة أولاد وقد استفدتم منه إلى أقصى الحدود لكن الوجود في الشارع اليوم أصبح أمرا مستفزا ورخيصا ولا يعكس أي قضية بل يجمع كل المتعطشين للهواء والإعلام. اخرجوا من الشارع واتركوا قدسيته للقضايا الفعلية.
