تلقى لعبة “سبينر” رواجا كبيرا في المدارس الأوروبية والأميركية. لكن بعد شهرين على انطلاق هذه الصيحة، طفح الكيل مدرسين باتوا يحظرون في الصفوف هذا الأكسسوار الذي من المفترض أن يهدئ الأعصاب.
تباع هذه الألعاب الدوّارة الثلاثية الأجنحة المعروفة بـ”هاند سبينر”، أو “فيدجيت سبينر”، في مقابل بضعة دولارات. وتلقى إقبالا متزايدا منذ الربيع، وفقا لفريديريك توت، الخبيرة في سوق الألعاب في مجموعة “ان بي دي غروب” الدولية. وتؤكد أن “هذه الحمى الدوّارة أصابت” الولايات المتحدة ومناطق كثيرة من العالم منذ نهاية نيسان.
وقد تندثر هذه الصيحة في خلال بضعة أشهر، لكنها تزرع الفوضى في المدارس، حيث عادت إلى الواجهة المناقشة حول صعوبة تركيز التلاميذ. وتقول ميريديث دالي، المدرسة في الصف السادس في مدرسة عامة في ضاحية فينيكس في أريزونا: “ظهرت ألعاب “سبينر” بين ليلة وضحاها. وكل الأطفال كانوا يستخدمونها، قائلين إنها تساعدهم في تهدئة أعصابهم. وفي البداية، لم أكن أستوعب ما يحصل”.
من مزايا هذه الألعاب أنها لا تحدث ضجيجا، لكن سرعان ما استحوذت على اهتمام الأطفال، فازدادت عملية تعليمهم صعوبة. ولم تعد دالي، شأنها في ذلك شأن مدرسين كثيرين أعربوا عن استيائهم من هذه الألعاب على “تويتر”، تسمح باستعمال “السبينر” في صفوفها، ما عدا في بعض الحالات الاستثنائية، مثلا عندما يصر الأهل على ذلك، أو عندما يعاني الأطفال أصلا مشاكل في التركيز أو نشاطا مفرطا أو بعض انواع التوحد.
في مدارس أخرى في الولايات المتحدة وفرنسا وإنكلترا، منعت هذه الألعاب منعا باتا، حتى خلال فترات الاستراحة. لكن هذا القرار لم يلق استحسان الجميع. فتوم فوستنبرغ البالغ 8 اعوام، والذي يعيش في نيويورك وأصله من بلجيكا، يؤكد أن هذه اللعبة تساعده على التركيز. “عندما أسأم من الفروض المنزلية، آخذ “السبينر”، وألعب بها لبرهة من الوقت، ثم أعاود العمل بنشاط”.
نويل كوليمور والدة لطفلين، تعيش في لونغ آيلند، ومن مؤيدي استخدام هذه الألعاب. ولدى ولديها، ست منها في المجموع. فابنها الذي يعاني فرطا في النشاط، وهو في عامه العاشر، قد حرم من الهاتف الذكي والجهاز اللوحي، لأنه “أدمن” استخدامهما، فبات يتسلى بـ”السبينر” “عند انتظار الحافلة المدرسية أو في السيارة. ويبدو أن ذلك يريح أعصابه”، وفقا لأمه.
ورغم الإزعاج الذي تثيره هذه الألعاب، يقر عدد متزايد من المدرسين بأن الأطفال في حاجة إلى التحرك أو تحريك شيء ما للتركيز بطريقة أفضل. وفي دليل على ذلك، انتشرت الكرات الصغيرة التي تعصر في اليد، والوسادات التي تتيح التحرك على الكراسي في المدارس، حيث لم تعد حركات من قبيل الكبس على الأقلام أو تحريك الرجل توصم بالعار، كما في السابق، وفقا لدالي.
ويشرح ريتشارد غوتليب من مكتب “غلوبال توي إكسبرتس”، والمتخصص بسوق ألعاب الأطفال، أن “الناس عموما، وليس الأطفال فحسب، في حاجة إلى التحرك للتنفيس عن الغضب”، قائلا: “من المؤسف حظر “السبينر”، لأن الكثير من الأطفال يعانون ضغوطا كبيرة”.
والفكرة هي استحداث لعبة لا تعكر صفو الحصص الدراسية.
وتقر دالي بأن “ابتكار لعبة فعالة وصامتة يتسلى بها الأطفال عند صياغة موضع إنشاء فكرة تدر أموالا طائلة”. وأطلق السباق إلى اللعبة المثالية، ومن أحدث الابتكارات مكعب “فيدجيت كيوب” البلاستيكي المختلف التصاميم في كل جانب منه، بحيث يمكن تحريكه بطرق مختلفة. وهو يساعد على التنفيس عن التوتر في المكتب أو البيت أو المدرسة. وقد قُلد مرات عدة بعدما كان كان من أبرز منتجات منصة التمويل التشاركي “كيكستارتر”.