main-banner

بمناسبة العاصفة

أن تعيش في زمن العواصف معناه ان تكون عرضة للتحديات من كل جانب. معناه ان تختار واحداً من اثنين. اما ان تقف في وجه هذه العواصف بكل امكاناتك ، مفوّتا عليها الفرصة لاحتوائك والاجهاز عليك ، واما ان تتنازل عن كرامتك وهيبتك ، وتسلم أمرك للغير ، يعبث بك كما يشاء.
كثيرون اليوم ، آثروا الخيار الثاني بمعنى انهم اعتبروا الاستسلام غنيمة ، والانضواء تحت جناح الأقوياء مكسباً ما بعده مكسب.

وعلى الجانب الاخر هناك من الناس من رفض هذا الاختيار والتزم الاختيار الاول وهو التصدي للعواصف مهما اشتدت ، هؤلاء يفضلون المواجهة على الاستسلام ويتماهون مع أصحاب التجارب النضالية التي خاضها الأحرار من البشر على امتداد العصور.
نعيش في زمن اسمه زمن العواطف ، عواصف تريد ان تقتلع الانسان من حريته لتحوّله عبداً يرضخ ويطأطئ الرأس لاملاءات سيده.
أدرْ وجهك أينما شئت ، ستجد منازلة غير متكافئة بين طغاة يملكون المال والسلطة والسلاح، وبين شعوب تملك ارادة النضال والاصرار على البقاء ، مهما اشتد هبوب العواصف.

ان قدرنا نحن في هذه المنطقة، ان نعيش في عين العاصفة اكثر من أي شعوب أخرى. والعيش في زمن العواصف يتطلب ممن يعيشون فيه ان يمتلكوا شجاعة المواجهة ، فحين يخاطبون القوي أو المستقوي ، عليهم ان يخاطبوه بجرأة ، حتى الان ما زلنا لا نمتلك تلك الجرأة، وحتى لا نمتهن الرّبح بالديبلوماسية…

شعب فشل بالمواجهة وبالديبلوماسية، وأتقن والخنوع وتبويس الأيادي واللحى… 

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |