أصبحت الكرامة الوطنية عند اللبنانيين عبارة عن عدد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، منها ما يعبر عن حب الوطن، ومنها ما يعبر عن حب الجيش، ومنها ما يعبر عن التضامن مع بعض القضايا الاجتماعية. أكثر من ذلك، يكاد الحس الوطني يكون مفقودا في نفوس اللبنانيين، وكأن هناك ما أطفأ الناس وأجلسهم أمام الكمبيوترات من دون أن يتحركوا بعد الآن.
لم يبق أي لبناني إلا ورفض التمديد لمجلس النواب، وتضامن مع الجيش اللبناني بعد المعارك في عرسال، وعمل على تحويله حسابه على فايسبوك وتويتر إلى منبر للرأي الحر، لكن ما نراه اليوم هو أن هذا أقصى ما يمكن أن يقوموا به. يدعون إلى الثورة من مكتبهم، وينادون بشعارات عالية النبرة، وعندما يحين موعد التجرك، يتخاذلون. حتى العلاقات العائلية أصبحت مختصرة بالتواصل الاجتماعي، فكيف بالحري الوطن؟
الشعوب تثور من أجل مطالبها، ولا تجلس أمام الكمبيوتر من أجل تحقيق المطالب. في العالم العربي، عندما اندلعت الثورات المطالبة بالإصلاحات في عدد من الدول، كان التواصل الاجتماعي وسيلة للاتصال بين المتظاهرين، لكن يبدو أننا في لبنان لن نتمكن من القيام بذلك كما يجب. ويل لأمة أصبح أبناؤها منهمكون بوسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الوطن.