main-banner

كيف دخلت المواد المشعة الى الفوط الصحية؟

من الصين إلى أبو ظبي إلى لبنان، هي الرحلة التي قطعها 30 طرداً من الفوط الصحية تحوي موادّاً مشعة ليتمّ توقيفها في مطار رفيق الحريري الدولي وإحالة عينات منها الى الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية. وكأنه لا يكفي اللبناني ما تلقاه من الصدمات خلال الفترة الماضية عن المأكولات الفاسدة والمياه الملوثة والبهارات المسرطنة والادوية المزورة حتى جاء دور الاشعاعات المضرّة.
ثلاثة انواع من الفوط الصحية كادت تدخل السوق اللبناني وتوزع، تشتريها النساء وتستخدمها من دون أن تعلم ما تحتويه، لكن الجمارك اللبنانية كشفت من خلال الفحص الاشعاعي الذي تجريه من خلال “السكانر” على كل البضائع المستوردة، أن “معدلات الإشعاعات تتجاوز ما هو مسموح به، فأرسلت كتاباً الى الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية لإجراء الكشف الأساسي بعد قيام الجمارك بالكشف الاولي”، بحسب رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بلال النصولي في اتصال مع “النهار” حيث شرح “أخذنا عيّنات وأرسلناها الى مختبرات الهيئة، الفحوصات ستجرى في الصباح وعند ظهور النتائج سنرسلها الى المديرية العامة للجمارك”.

من أين أتت هذه المواد؟
المواد المشعّة تستخدم في الطب والهندسة والصناعة، لكن “يجب ألا تدخل بأي شكل من الأشكال في سلع غير مطلوب ان تحتوي عليها”. والسؤال من أين أتت هذه المواد الى الفوط الصحية؟ أجاب النصولي: “الجواب العلمي بسيط فقد يكون استخدمت في صناعتها أنسجة طبيعية موادها المشعة عالية أو تم تصنيعها من بقايا نفطية فيها مواد مشعة طبيعية من دون القيام بأية معالجة طبيعية لهذه المواد قبل استخدامها في صناعة هكذا اشياء”.

أضرار تصل إلى السرطان
وزير المالية علي حسن خليل أوعز إلى الأجهزة المختصة العمل على إعادة المضبوطات إلى الدولة المصدرة. فخطورة هذه المواد المشعة كبيرة وهي بحسب النصولي “تعرض الجسم لإشعاعات بامكانها ان تحرق الجلد والانسجة، كما باستطاعتها ان تسبب مشكلة في الدم وسرطاناً في المستقبل، اذا استُخدمت لفترة طويلة فتحل المصيبة من دون وعي ومعرفة بها”.
هذه الأضرار تحدث عنها لـ”النهار” الاستاذ في كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتور منذر حمزة حيث قال “اذا كان هناك مصدر لمواد مشعة أعلى من الحد المسموح به، فمن الممكن أن يؤدي الى حصول ضرر في المادة الوراثية للخلايا فتتحول الخلية المتضررة الى خلية سرطانية، من هنا ضرورة وجود مراقبة دائمة للحماية من تعرضنا الى جرعات غير مسموح بها من الاشعاعات”. وتطرق حمزة الى التأثير المباشر للمواد المشعة، فقال “في حال تعرّض المرأة الحامل الى هذه المواد المشعة فإن تشوّهات ستصيب جنينها لذلك يجب الوعي والابتعاد عن هذه المواد”.

ويبقى السؤال هل من الممكن ان تكون بضائع تحتوي على مواد مشعة دخلت الى لبنان من دون علم الجمارك؟ أجاب النصولي: “من الجيّد وجود نظام الرقابة الذي تتبعه الجمارك، والهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تتابع هذه المواضيع، وإلا فإن لا لون ولا رائحة للأشعة ولكانت دخلت الى لبنان من دون أن يعلم أحد. لذلك أنا أنظر الى النصف الملآن من الكوب. البضاعة المخالفة يتمّ ضبطها والإيعاز بعدم دخولها الى لبنان وإعادة تصديرها الى دولة المنشأ”. واستطرد “اذا اتضح وجود اي عمل جرمي، فان الأمر من اختصاص الجمارك ووزارة المالية، حيث تجري الملاحقة القضائية للأشخاص الذي يستوردون هكذا بضائع”.
نتائج الفحوصات ستظهر غداً او الاثنين كأقصى حد، والى حينه “يجب ان يعلم اللبنانيون ان هناك عيناً ساهرة لضبط أية مخالفة تخصّ دخول مواد مشعة بطريقة غير شرعية”، ختم النصولي.

المصدر: النهار

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |