سعيد عقل… سنلقاك دائماً

الأساطير لا تهوي حتى عندما يرتحل الجسد، هي كسعيد عقل تبقى أبداً شامخة كأرزة من أرزات لبنان، كصخرة من صخراته.

بمقياس الزمن عشJ سعيد عقل مئوية ونيّف، لكن بمقياس غزارة الأدب هي ألفية وأكثر، وبمقياس المحبّين مليونية وأكثر، وبمقياس خلود الإبداعات…أبدية حتماً.

 نحن مغرمون بسعيد عقل المتهم على الأقل بثلاث تهم كما قال أحد محبّيه: مجنون، سياسي فاشل وصعب. مجنون متمرد، يشاغب على ثقافة القطيع ويبدع. سياسي فاشل :لأنه لا يتقن فن التزوير والمجاملة والثرثرة الفارغة، بالإضافة الى القتل برشاش أو بإشاعة أو بتخريب وطن، وصعب، لأنه هو من قال: “يا كسروا القلام، يا متلي اكتبوا”.

صحيح أننا نلتقي اليوم حول ارتحال جسدك، لكن لقاءنا معك سعيد عقل لن ينتهي يوماً، لقاؤنا معك في لبنان الذي كتبته وحملَته أصوات الكبار:

ترابك يا كحل العين عم تزهر تراب الحنان
ومش بحر هل عا إجريك تكسر

يتكسر ويهوى الزمان يا لبنان

ولأنك تألّمت وقد عايشت انزلاق الوطن الى هاوية الحروب كتبت:

قلتلها زهقان لبنان مش لبنان
نسمات عم بتلوح بالوديان
وتلال شعلاني وجبال بتشتكي

سألت الضياع شو صار بزهورك
سألت المدن شو صار بقصورك
ردت زهوري صارت بواريد
وع القصور تكسر القرميد

سنلقاك سعيد عقل مع كل تكريم أو ذكرى لأمهاتنا، بأمي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الأبد.

وفي مواعيد العشق التي كان لك فيها صولات وجولات سنلتقي معك مراراً، وهل أجمل من غزلك الأنيق في يا عاشقة الورد.

وكم تمرجحت أفكارنا ونحن نرندح:

مرجوحتي تودي و شوف القمر حدي
تقلي انت لا تعلي قلك بعد بدي
شوف القمر حدي القمر حدي

سنلقاك في أحرّ مواعيد العشق حين تبلغ المشاعر ذروتها وتصل الى حدّ التمنّي،

يا ريت
انت وانا بالبيت
بشي بيت ابعد بيت
ممحي ورا حدود العتم والريح
والتلج نازل بالدني تجريح

سنلقاك في كل موعد ومناسبة نحتاج فيها لأصدق التعابير وأعمقها وأنبلها وأرقاها وأكثرها جنوناً وحرية وصخباً وهدوءاً وكل شيء…

لن نودّعك يا كبيرنا، فلنا معك مواعيد كثيرة آتية…