في السابق كان قدرات البلدية محدودة، وكان دورها محصورا ببعض الأمور الثانوية مثل الإنارة، وفض الخلافات على الحائط والساقية والقرميد. لكن في ظل الإمكانات المادية التي تعطى اليوم للبلديات، وفي ظل الوعي المتزايد لأهمية البلديات في معالجة ملفات مهمة مثل النفايات، كما رأينا في الأشهر الماضية، لا بد من التنبه إلى واقع مهم جدا، وهو أن الاختيار لم يعد سطحيا كما في السابق.
لهذا السبب، لا يمكن الاستهانة بدور البلدية، ولا بد من محاسبتها بدقة على مشروعها لأن ما تقوم به البلدية يحمل الكثير من الدلالات وأهمها الإنماء المناطقي، في خطوة أولى نحو اللامركزية الإدارية في لبنان، والانفصال المرحلي بين الزعامات التقليدية والناس، من أجل أن يصبح المواطن قادرا على الحصول على ما يريد من دون أن يطلب مساعدة فلان أو علان.
الاقتراع للبلدية يجب أن يكون انطلاقا من وعي وإدراك وقناعة، وليس انطلاقا من رغبة غير إنمائية في القرى والبلدات، وذلك من أجل التقدم.