مضى عام على الثورة التي عاشها اللبنانيون في لحظة جريئة حوّلت الشوارع والساحات إلى تظاهرات عفوية أسقطت حكومة الحريري، وفرضت واقعا جديدا في البلاد.
إن هذه الثورة التي أتعبتها الظروف الصعبة التي عاشها لبنان، من الأزمة الاقتصادية إلى كورونا التي جالت العالم، ليست ذكرى ولا أمرا اعتيادا يمر مرور الكرام.
هذه الثورة هي فعل إيمان، وتأكيد أنه لم يعد بإمكاننا التحمل أكثر والعيش في ظل الفساد المستشري والجدالات العقيمة والمحاولات غير المجدية من أجل تقاسم الحصص. هذه الثورة قالت نرفض ما يحصل في استهتار تحت اسم الطائفة والمنطقة، ولا يمكن فرض المزيد من الضرائب على الناس الشرفاء والفقراء، في حين أن النهب مستمر والدولة مزراب فالت.
هذه هي ظروف الثورة، وهذه هي مطالب الثورة، ولا شك أن الثورة وإن لم تعد بالرهجة نفسها، ستبقى مطلب كل لبناني شريف، لأنها مطلب محق وصادق من أجل وطن أفضل.