ما حل بفرنسا في غضون أيام هو بأهمية الحادي عشر من أيلول، وربما أخطر، لأنه يهدد دولة لطالما كانت آمنة، وهي تحتوي عشرات لا بل آلاف المتطرفين والذين يعتنقون أفكارا متشددة، وقد يكونون مستعدين للقيام بعمليات جديدة ضد المدنيين.
لكن ردة فعل الفرنسيين على العملية التي حصلت من المفترض أن تكون درسا لنا جميعا، وخصوصا بعد مقتل المتهمين بالعمليتين، وهم الشقيقان شريف وسعيد كواشي، وأميدي كوليبالي.
ردة فعل الفرنسيين الوحيدة على ما حصل كانت أنهم يتمنون لو أن منفذي الجريمة لم يقتلوا لأن الموت ليس أمرا يمكن أن نتمناه لأي شخص وحتى العدو، كما أن إلقاء القبض عليهم كان ليسهل التحقيقات وكشف المقربين منهم أو الذين ينوون ارتكاب جرائم جديدة.
ردة الفعل هذه تنم عن احترام للقيمة البشرية، وعن ثقافة تحترم الكائن الآخر ولو كان مجرما، وتريد له محاكمة عادلة وليس الموت. لو حصل هذا الأمر في لبنان، لكنا تصرفنا بغرائزية وحملنا رأس الجاني في الشوارع وجلنا به بدل التعاطي مع الموضوع بكثير من التروي والاحترام. فلنتعلم احترام الإنسان والعدل لأن الدولة التي لا تتعامل بعدل لن تتمكن من الحصول عليه أبدا.