المصائب التي تنهال على رأس اللبنانيين تجعلنا أشبه بآلات تتأقلم مع أي تبديل في خصائصها. إذا كان اليوم همنا الأساس هو البحث عن المحروقات من بنزين ومازوت قبل رفع الدعم، فإن ذلك جعلنا ننسى الهموم الأخرى التي كنا نعيشها في السابق.
ما زالت أموالنا مصادرة في المصارف وفقدت من قيمتها أربع مرات، ولا نستطيع الحصول عليها أو الإنفاق منها أو تحويلها إلى الخارج.
ما زالت الأسعار فاحشة وسط الغلاء الكبير وفارق سعر الصرف في السوق السوداء، وما زلنا لا نستطيع تأمين الحد الأدنى مما نحتاج إليه.
والأسوأ من كل ذلك، أن الدواء والاستشفاء والوضع الصحي للناس ما زال مهددا أو مفقودا فيما نحن ننتظر الفرج.