الواقع الصادم في لبنان يقسم أيام الأسبوع بين خمسة أيام للعمل والنق والغضب والتطورات المتسارعة في الانهيار العظيم الذي يشهده اقتصاد لبنان، وبين عطلة نهاية الأسبوع التي تحصل فيها كل أنواع السهرات والفحش والجنون والرقص والبذخ وكأننا نعيش في إيبيزا أو في عاصمة أوروبية متطورة لديها فائض في الناتج القومي.
المشكلة في ما يحصل هي أن الاعتياد الذي يعيشه الناس أصبح جريمة بحقهم، لأننا نعتاد على البهدلة والذل والانحدار المستمر في القيم والأخلاق، ولا نعير أهمية لشعب يموت الجوع في المقابل.
إن كان هناك من يقبض بالدولار، فليصمت وليصرف كما يشاء بعيدا عن عيون الناس، وإن كان هناك من يأتي من الخارج ليستمتع بوقته، فليفعل ذلك من دون استفزاز الناس، وإن كان هناك من يعيش “بلا راس” ولا يهمه وجع الآخرين، فليتصرف أيضا بطريقة كما يريد ولكن بعيدا عن عيون الناس الجائعة.
نعتاد على الأزمات فتأتي أكبر منها لتساعدنا على التأقلم. نقف اليوم في طوابير البنزين، وعندما يرفع الدعم، نقول إن لا مشكلة لدينا في دفع المزيد شرط عدم الانتظار.