بعد الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، سمعنا الكثير من الآراء المشينة التي لا تعبر عن اللبنانيين وأخلاقهم، وسمعنا الكثير من الأمور التي لا يقبلها عقل.
من أبرز هذه الأمور، الفيديو الذي تم تدواله على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن “السنة” في لبنان يحتفلون ويطلقون الأعيرة النارية والمفرقعات النارية في طريق الجديدة، “احتفالا” بالعملية الانتحارية التي طالت الضاحية الجنوبية، ليتضح في ما بعد أن ما حصل هو فيديو من حفل زفاف كان المدعوون يحتفلون خلاله على الطريقة اللبنانية.
التحوير المؤسف لما حصل في طريق الجديدة، يعكس مدى الانجرار إلى الطائفية البغيضة التي وصلنا إليه، ومن المفترض أن يدعونا إلى القلق بسبب هذا الخطاب المتشنج والمزعج، والذي يبحث عن إلقاء اللوم في كل فرصة ممكنة.
هذا الأمر ليس سليما في وطننا، وإن لم تعمل القيادات على تخفيف هذا التوتر، سنصل في نهاية المطاف إلى وطن يتعارك فيه كل شارع مع الآخر، وكل فرد مع فرد في المنطقة نفسها والطائفية نفسها. ارفضوا الطائفية، وإلا اختفى لبنان.
