احترام الحرية الدينية لا يتعارض مع فرض قوانين داخلية في المؤسسات التربوية
لا شك أن تعميم وزير التربية الياس بو صعب الأخير بشأن عدم إصدار أي أنظمة في المدارس تتعارض مع الحرية الدينية وحرية التعليم ووسائل التعبير عنهما، أثار الكثير من الجدل، لأنه يأتي على خلفية قضية شغلت وسائل الإعلام عما إذا كان من المفترض السماح بارتداء الصليب أو عدم السماح بذلك، والسماح بارتداء الحجاب أو لا. هذا الأمر يعود إلى الواجهة في كل فترة مع موجة من ردود الفعل في المدارس أو المؤسسات التربوية، لأن بعضها ما زال لا يحترم الحرية الدينية للناس، وبالطبع من السهل الطلب إلى المسيحيين عدم ارتداء الصليب، لكن في المقابل، الحجاب وما يمثله من واجب ديني يجعل من الصعب على المدرسة الطلب إلى الطالبة المحجبة التخلي عن حجابها، فتتحول القضية إلى أزمة طائفية.
مرة جديدة، نجدد المطالبة بعدم المس بالشعائر الدينية وبالحرية الدينية لكل إنسان، لأن وجود طالبة محجبة إلى جانب طالبة مسيحية ترتدي الصليب هو ميزة لبنان في الشرق وفي العالم، ومن الضروري عدم التخلي عن هذه الميزة.