بدأ العالم يشعر أن كل المساعدات التي أعطاها للبنان على مر السنوات لم تكن مفيدة، ولم تأت بالنتائج المطلوبة لأنها ذهبت في الجيوب وليس في الأماكن المطلوبة. ما زال لبنان بعد الحرب من دون كهرباء، وما زالت البنى التحتية تحتاج إلى كثير من التأهيل، وما زال اللبنانيون يعانون من مشكلات يومية مثل زحمة السير ونقص فرص العمل، مثلما كان الوضع منذ عشر سنوات وعشرين سنة، من دون أن يفيد الدعم الذي تم تقديمه.
انطلاقا من ذلك، وجدت الدول المانحة أن مساعداتها لن تفيد طالما أن هناك سرقة ونهب وعدم شفافية في التعاطي، وعدم انتظام في المؤسسات الحكومية، لذلك، فهي تفرض على لبنان اليوم أن يقوم بإصلاحات ضرورية من أجل الاستمرار في الدعم في عدة مؤتمرات دولية.
إنها الفرصة الأفضل اليوم من أجل تحقيق إصلاحات فعلية إن أردنا الحصول على هذا الدعم، وإلا فإن كل المحاولات للحصول على الأموال من الغرب لتقوية الاقتصاد لن تفيد، وسيبقى الوضع في لبنان قائما على ما هو عليه، إلى ما لا نهاية.