main-banner

رمزا عساف: التردد وحده هو عدو المرأة

هي فخر الانتخابات البلدية التي حصلت في لبنان بمراحلها الأربع. فهي ليست فقط المرأة الوحيدة التي ترأس بلدية في قضاء البترون، لكنها أيضا المرأة الوحيدة التي وصلت إلى القيادة بعدما جمعت حولها ائتلافا عائليا واجتماعيا عريضا، من دون دفع أموال ورشاوى، ومن دون أن يكون لها والد في السلطة أو زوج في الحكم.

رمزا عساف رئيسة بلدية حردين، شكلت صدمة لكل من سمع بمسيرتها وصولا إلى رئاسة بلدية هذه القرية البترونية الهادئة والخلابة، التي ولد فيها القديس نعمة الله كساب، فاكتسب اسمها ليصبح نعمة الله الحرديني.

تخبر رمزا موقع “لبنانيون” إن ما حصل لها كان عن طريق الصدفة، وهي لم تكن في وارد الترشح، لكثرة انشغالاتها الإعلامية، وسفرها المتواصل، وعملها الدائم. “لقد حاول أهالي البلدة التوصل إلى صيغة معينة تجنبنا معركة بين العائلات خصوصا أن البلدة اعتادت جمع كل الأطراف على قيم مشتركة. وخلال المفاوضات، كان البحث يتم عن اسم لا يستفز أحدا، ولا يجعل طرفا في البلدة ينفر من الآخرين، فتم طرح اسمي بسبب محبة أهالي البلدة لعمي الذي شغل منصب رئيس البلدية، ولوالدي الراحل، الذي تجتمع حردين على محبته والوفاء لذكراه.”

تتابع رمزا أنها حاولت التوصل إلى تزكية، لكن احتراما لبعض الخصوصيات لم يكن هذا الأمر ممكنا، فبقيت لائحتها في مواجهة بعض المرشحين، حفاظا على التنوع، لكن النتيجة كانت لمصلحة لائحتها في النهاية.

“لم أسمع أبدا أي شخص في البلدة يشكو من أن رئيس البلدية سيكون امرأة. وقد فوجئت رغم علمي أن أهالي البلدة منفتحون على أي خيارات، ولا يفكرون بطريقة ذكورية تحرم على المرأة الترشح أو القيادة. لكن الالتفاف الكبير حولي كان محفزا لمتابعة هذه القضية بسهولة.”

هل تدعم رمزا ترشح النساء كما فعلت هي، خصوصا على أبواب الانتخابات النيابية، وربما في الاستحقاقات المقبلة؟ “طبعا” تقول رمزا بطريقتها المعهودة ونبرة صوتها المحببة التي يعرف كل من يحبها ويعرفها أنها فريدة من نوعها. “اليوم كل النساء متعلمات ومثقفات ويمكن أن تعطي المرأة حنية ومتابعة لقضايا الناس أكثر من الرجل لأنهن يشعرن بها أكثر.” ولرمزا علاقة مع لبنانيون منذ بدأت الجمعية ورشة مع الأحزاب لتفعيل دور المرأة في الحياة السياسية. “كان الجميع ينظر إليّ في المحاضرات والاجتماعات ويقول لي يليق بك الترشح فلماذا لا تفعلين ذلك؟ فكنت أضحك ولم أفكر أن الأمر سيتحول حقيقة”.

رمزا هي اليوم سفيرة النساء في البترون، وسفيرة جمعية لبنانيون في المجالس البلدية، لأنها أثبتت أن للمرأة القدرة على التغيير من دون أي تردد. فكما تقول “التردد هو العدو الوحيد للمرأة”. وإن كانت المرأة قادرة، فلا قوة يمكنها أن تمنعها من لعب دور، هو أساسها حق لها.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |