لا يعقل أن نكون في القرن الحادي والعشرين، وعلى مشارف سنة 2015 ونتابع في نشرات الأخبار مراسلة في منطقة سد البوشرية تقف على الكراسي في منزل أحد المواطنين، لأن المياه فاضت ودخلت المنزل، وبلغت علو نصف متر.
لا يعقل أن نرى أن طريق المطار التي فاضت بالمياه العام الماضي، وتحول نفق المطار إلى مستنقع كبير، عاد هذا العام وفاض من جديد، وكأن المسؤولين عن هذا الموضوع لم يتعلموا من الخطأ العام الماضي، ولم يدركوا أن حياة المواطنين بخطر بعد كل موسم أمطار، ولم يعرفوا أن عليهم حماية الأرواح من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه الأزمة.
أما المطار، فحكاية ثانية. الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، أظهرت حجم الأضرار في هذا المرفق الحيوي، فبات المسافرون والواصلون إلى لبنان يقفون أمام شلالات من المياه، تجعل الواصل يندم على اختياره هذا البلد، والمغادر يشعر بالراحة لأنه سيسافر ولن يكون مضطرا لرؤية هذه المشاهد من جديد.
لقد عرفت الدولة كيف تثبت فشلها مرة جديدة، عندما وقعت في الخطأ نفسه للسنة الثانية على التوالي، وستقع فيه مجددا على ما يبدو.
