تحدثنا بإسهاب في الفترة الماضية عن ارتفاع نسب الانتحار في لبنان، وأن معدل الانتحار بين الشباب والشابات وصل إلى عملية انتحار كل ثلاثة أيام. وتحدثنا عن الأسباب وعن النتائج، وتوقفنا مطولا عند ضرورة أن يكون هناك معالجة نفسية، وألا نخاف من الطبيب النفسي إن كنا بحاجة إلى مساعدته لتخطي مشكلة نفسية معينة.
لكن عندما نقترب من الواقع، نجد أن الطب النفسي في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان ليس أمرا سهلا، لأن المعالجة بالغة التكاليف، ولا يمكن للبناني المتوسط الحال أن يدفع مبالغ قد تصل إلى 600 دولار شهريا للمعالجة النفسية، ما يجعله يواصل العيش مع الكآبة والمشكلات من دون أن يتمكن أن يعالجها.
من هنا، لا بد من الالتفات من قبل الضمان الاجتماعي إلى هذه القضية، وأن تتم تغطية الجلسات العلاج النفسي، علما أن الضمان لا يغطي سوى دير الصليب، أي يغطي حالات الجنون. أليس من الأفضل تغطية الحالات عند بدايتها بدل الوصول إلى دفع مبالغ طائلة عند تفاقمها؟
